سيناريو الثورة المضادة

الكاتب:  محمد علم الهدى
كل الثورات المنتصرة، هناك ما يسمى بالثورة المضادة، ويقوم ويخطط لها عدد من أتباع الحاكم المستبد المخلوع والمستفيدين منه
 وأعوانه، وأحيانا قد تنتهز الفرصة وتنجح مثلما حدث في حالة الثورة الفرنسية في إحدى مراحلها، ومثلما حدث في الثورة المضادة على ثورة مصدق في إيران عام 1951 والتي نجحت إلى حد إعادة شاه إيران مرة أخرى وقتها بالشكل الذي جعل الشاه وقتها يقول ل"كيرميت روزفلت" (ممثل المخابرات الأمريكية): "إنني مدين بعرشي إلى الله ثم إلى شعبي ثم إليك" وكان صائبا في الجزء الأخير فقط!

هذه الثورة المضادة كان لها محاولات أيضا في تاريخ مصر, وكلنا نعرف ما حدث أيام العدوان الثلاثي على مصر(1956) عندما اجتمع عدد من الباشوات (من أتباع النظام الملكي البائد) ليحاولوا الاتصال بالسفارة البريطانية - أثناء الحرب ويعرضوا أنفسهم للحكم كبديل عن عهد عبد الناصر ووصلت الاتصالات إلى حد بدء الباشوات في تشكيل حكومة من شدة ثقتهم في انتصار بريطانيا وفرنسا وإسرائيل وسحقهم للقوات المصرية والمقاومة الشعبية في بورسعيد, لكن ذلك لم يحدث وانقلب السحر على الساحر.


وحتى في حالة ثورة تونس، شاهدنا كلنا أتباع نظام بن علي وهم يشيعون الفوضى بعد هروبه في الأيام التي تلت السقوط لمدة شهر قبل أن تتكشف الحقيقة ويتضح أن بعض قيادات الحرس الرئاسي هم المسئولون عن هذا.

وفي حالة ثورتنا هنا... من يخطط لهذه الثورة المضادة.. ليس بالضرورة لعودة مبارك، بل فقط لاستمرار نظام مبارك بشكل آخر أكثر تطورا أو عودة بشكل جديد أو مختلف، وبالطبع لا حاجة للقول هنا السيناريو القادم ليس من قبيل التخيل المطلق (وستجدون بأنفسكم أن الأمر أكثر تعقيدا من خيال أي شخص أو قدرته على الاختلاق, مهما كان عبقريا)، بل هو أجزاء وشواهد وردت إلينا مؤكدة من عدة مصادر حتى تكشفت لدينا الصورة كاملة بعد بحث مضني في المؤشرات لنتأكد مما ورد إلينا.

ولا استطيع الجزم بوجوده 100 %، ولكنني شخصيا متيقن أنه حقيقي، ولكن وجدت أن أفضل ما نفعله للتأكد هو أن نقوم بعرضه عليكم... نعم.. سأعرض السيناريو تفصيليا وبعدها يكون الحكم لكم: إذا كان هذا ممكنا؟ أو هذا صحيح؟ هل هذا متوقع؟

* الصورة الكاملة:
بعد نجاح الثورة وبدء حصارها لعدد من رموز وقيادات النظام وبقاء جزء منهم ينتظر المحاسبة قرر عدد منهم أن يبادر بالهجوم اتباعا لمبدأ "الهجوم خير وسيلة للدفاع" واجتمعت الضباع الجريحة على عدة طوائف متفرقة يجمعهم أنهم من رجال النظام المطلوب إنهاؤه:

* ضباط في جهاز أمن الدولة تحركهم روح الانتقام والخوف من المحاسبة على عهود تعذيب
* رجال مخابرات يدينون بالولاء لعمر سليمان
رجال أعمال فاسدون معرضون للمطاردة والمحاسبة والمحاكمة
* قيادات كبرى وصغرى في الحزب الوطني وجدوا أنه يصعب عليهم التلون في ظل النظام الجديد وفي ظل جيل من الثوار لديه انترنت يوثق كل ما جرى وكل كلمة قالوها سابقا
* وقيادات إعلامية (بعضها ما زال موجودا) ينتظر إقالة بين ليلة وأخرى
* بعض المسئولين الحاليين في الحكومة وفي مواقع حيوية (منهم وزراء ما زالوا في مواقعهم في الحكومة الحالية وينتظرون إقالتهم)

وبعد اجتماعهم, تقررت الخطة لتحقيق عدة أهداف متفاوتة المدى:
- الدفاع عن صورتهم بشكل عام وإزالة اتهاماتهم إعلاميا
- شغل الرأي العام والثوار والجيش عن محاسبتهم عن جرائمهم طوال سنوات في حق الشعب المصري
الإيقاع بين قيادات القوات المسلحة وبين الثوار وإفساد الروح الإيجابية بينهم
- إشاعة الفوضى بشكل عام بهدف إظهار الحالة
- وربما إذا نجح المخطط إلى نهايته قد ينتهي بعودة النظام الحالي وليس بالضرورة مبارك.. بل قد يكون عمر سليمان أو حتى أي وجه 
جديد يضمن حماية اتباع النظام من المساءلة مستقبلا 

No comments:

Post a Comment